في مجتمعات تملؤها الأفكار المغلوطة فإن أي فكرة أخرى مختلفة ستكون خطرا على هذه المجتمعات. هذا ما أثبتته شبكة خطيرة، تبين ضعف هذه المجتمعات وكم هم مخطئون في أسلوبهم في الحياة.
تحدثت مع ماريا مقدمة برنامج "سمعتوها مني" عما تقوم به شبكة خطيرة وبرنامجها في مساعدة المجتمع وتقديم محتوى كان مفقودًا لوقت أكثر مما لزم.
ماريا خريجة كلية التلفاز وصناعة الأفلام من الجامعة اللبنانية الأمريكية ببيروت. كانت خبرتها خلال الدراسة تتركز في المسرح ولكن بعد التخرج بدأت في مسيرتها من كتابة سيناريوهات إلى التمثيل أمام الكاميرا.
قد بدأت أنا في العمل مع "Yalla feed videos" وكنت أكتب sketches صغيرة. كنا مركزين على الكوميديا وبدأت أمثل أمام الكاميرا لما كبر فريق العمل قليلا. كانت المقاطع تشبه ما يحدث في حياة الشباب وكانت هذه تجربة جيدة لي، فإن كتابة الكوميديا شيء ليس سهلًا لكي تصل إلى إضحاك الجمهور، فهذا كان ممتع.
الكوميديا بالفعل سلاح ذو حدين لأنها من الممكن أن تُترجم بعدة طرق، فعليك أن تكون حذرا فيما تكتب، وهذا ما نجحتا فيه ماريا و أماندا أبو عبدالله (مخرجة "سمعتوها مني") في فعله عند إنشاء برنامجهما النجم فهم لم يقوموا بإهانة أحد، بل في رأيي صنعوا شخصيات قريبة منا وكلنا نعرف أناس يشبهونهم فبدل أن نحس بالإهانة، نظرنا و رأينا أناس يشبهون بيئتنا فبدأنا بالإستماع أكثر.
"كان من المهم في الكتابة أننا لم نحب أن نهاجم أحد، أردنا أن نضم أصوات الجميع حتى نوصل أفكارنا بطريقة خفيفة وشعبية وهذا كان من أصعب أجزاء الكتابة."
الحقيقة أنه لا نجد في التلفاز أي تمثيل حقيقي للنساء في عالمنا العربي، لا يعبرون عن الأفكار والمشاكل الذي تمر به النساء في عالمنا الواقعي، فشعرت ماريا منذ الصغر أنه موجب عليها أن تقدم هذه الشخصيات لكي تخلق تمثيل لمن يشبهونها لأن الصغار عندما لا يعثرون على هذا التمثيل، لربما يشعرون أنهم مختلفين أو أنهم غراب عن المجتمع.
"منذ الصغر كنت شخصًا ذو أفكار مختلفة عما أرى بعالم التلفاز وهذا كان السبب الرئيسي لدخولي هذا المجال لأنني كنت أريد أن أكون مثال للنساء في عالم التمثيل بواقعنا."
إن الممثل والكاتب لديهم سلاح عظيم بين أيديهم وهو الشخصيات التي يصنعونها و يعرضونها على الشباب فهذه الشخصيات تؤثر على نظرتهم للمجتمع وتساعد في نموهم الفكري، فرؤية أنفسهم على الشاشة تجعلهم أكثر إقبال على تقبل النصائح و التعلم من المنتج التليفزيوني. إن استُخدم هذا السلاح بطريقة صحيحة سوف يستفيد المجتمع ككل ويتقدم إلى الأمام.
"أكبر عائق وجدناه (أنا وأماندا أبو عبدالله) في كتابة البرنامج هو ماذا ستكون شخصية ماريا؟ فهي الفتاة التي تعرف كل شيء و تقوم بذكر أرقام في حديثها و لكن في نفس الوقت هي ليست غاضبة بعد الان، بل هي في وضع 'هم يضحك و هم يبكي'، هي تقوم بتوضيح حقائق عالمنا ولكن في شكل ساخر.
إختيار النقاشات المعروضة في هذا البرنامج، كانت مهتمة جدًا بأن مشاكل المرأة لا تُعرض في عالمنا العربي كمجال حديث و أنه لا يوجد حتى أبحاث دقيقة عنها.
"في وطننا لا يوجد مصادر عن هذه المشاكل، مثلا في الأردن إن قمنا بعمل بحث، سنجد أنه لازال الكثير من النساء والرجال يقومون بالتحفظ عن الكثير من المعلومات، حتى في الأبحاث الأجنبية لا تكون دقيقة لأنهم لازالوا ينظرون على هذه المشاكل من الخارج، هم مش موقنين للمشاكل دي زينا. فكرة "سمعتوها مني" الأساسية هي توفير المصادر المناسبة باللغة العربية للناس كي يستطيعوا القيام بهذه النقاشات الصعبة. عندما نقوم بهذه النقاشات سوف نكسر مفهوم العيب ومن هنا سنتقدم أكثر كمجتمع وسنحصل على حقوقنا."
بوجود برامج مثل هذه إن مستقبلنا باهر فهذه النقاشات حتى وإن غيرت رأي شخص واحد وجعلته أكثر تقبلا للمعلومات حاول تعليم نفسه، فهذا نِعم انتصار لنا. في رأيي ماريا و أماندا أبو عبدالله نجحوا في هذا بتقديم 10 حلقات وأعطوا فرصة للرجال عشان يدخلوا في النقاش ده و يورونا أمثلة لمن خرج خارج القمع المجتمعي، و من هنا، من هذا البرنامج، تبدأ موجة النمو التي نحتاجها.
Interviewer: Abdelrahman Monawwar
Editor: Eman Ibrahim
Graphics: Ola Sherif
Comments